راوية عطية.. ”أم المقاتلين الشهداء” وأول برلمانية مصرية عربية
الأكثر مشاهدة
في 14 يوليو 1957، سطرت راوية عطية بحروف من ذهب مشوار طويل لنضال المرأة المصرية والعربية، ففي هذا اليوم استطاعت أن تنتزع عضوية مجلس الأمة (النواب حاليا)، وتكون أول امرأة مصرية وعربية تنال عضوية البرلمان.
داخل بيت تنتشر فيه أحاديث السياسة والوطن، ولدت راوية عطية في 19 أبريل 1926، فوالدها هو شمس الدين عطية، سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربية، وصديقا لمصطفى النحاس، وبسبب أرائه السياسية تعرض للسجن والاعتقال أكثر من مرة.
التنشأة السياسية جعلت من راوية فتاة مختلفة، ففي أثناء دراستها بمدرسة الأميرة فوزية كانت تلحق بالمظاهرات الرافضة للإحتلال الإنجليزي، حتى أنها اشتركت في مظاهرة رافضة لمعاهدة 1936، وأُطلق عليها الرصاص وأُصيبت في ذراعها، وكانت بصحبة هدى شعراوس، رائدة الحركة النسائية المصرية.
درست التاريخ في كلية الآداب، وحصلت على الليسانس عام 1947، وعملت بالصحافة ما يقرب من 6 سنوات، تعلمت خلالهم على أيدي عمالقة صاحبة الجلالة مصطفى وعلي أمين، وموسى صبري، وبعدها اجتازت دبلومة التربية وعلم النفس وعملت مدرسة لما يقرب 15 عاما، وفي عام 1951 اجتازت دبلوم الدراسات الإسلامية.
التحقت راوية بالجيش المصري بعد العدوان الثلاثي، وفي عام 1956 أصبحت أول ضابطة اتصال، ودربت 4 آلاف امرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب، ووصلت لرتبة نقيب، وفي حرب 1973 ترأست جمعية نسائية تُدعى "أسهر الشهداء والجنود" لمساندة أسر شهداء وجنود الحرب، مما أكسبها لقب "أم المقاتلين الشهداء".
بعد إقرار دستور 1956، تمكنت المرأة لأول مرة من الإدلاء بصوتها في الانتخابات، وترشيح نفسها، وعليه قامت راوية عطية بالترشح لانتخابات مجلس الأمة (مجلس النواب حاليا)، في انتخابات 1957، واستطاعت أن تحصل على الأصوات التي جعلتها أول امرأة مصرية وعربية تفوز بعضوية البرلمان، وقامت بترشيح نفسها مرة أخرى عام 1959، ولكنها لم توفق، ولكن في انتخابات 1984 انضمت للحزب الوطني الديمقراطي، واستطاعت أن تجلس تحت القبة مرة أخرى.
عملت راوية بالتطوع والصليب الأحمر لمدة 30 عاما، ولذلك منحها الرئيس الراحل أنور السادات نوط الواجب من الطبقة الأولى، وكان لها دور بارز في حرب الخليج 1990، وقامت بتدريب السيدات الكويتيات على الإسعافات الأولية والتمريض والدفاع المدني.
حازت على لقب الأم المثالية عام 1976، كما نالت شعار الجيش الثالث الميداني، ووسام القاوت المسلحة، ووسام 6 أكتوبر، وقال عنها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: "لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية.. من كفاح ونضال راوية عطية".
آخر منصب تولته راوية قبل رحيلها في 9 مايو 1997 عن عمر اقترب من الـ 71، كان رئاسة المجلس القومي للأسرة والسكان.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا